الرئيسية 8 الكرة الجزائرية 8 اقوال الصحافة 8 النّظام المغربي وتجنيد صحافته الرّياضية في البطولة الإفريقية ضدّ الجزائر

النّظام المغربي وتجنيد صحافته الرّياضية في البطولة الإفريقية ضدّ الجزائر

جنّد النّظام المغربيُّ 140 صحفيٍّ رياضيٍّ، وأرسلهم في بعثة إلى كوت ديفوار موطن نهائيات كأس أمم إفريقيا لِكرة القدم.

ويرتفع الرّقم المذكور أعلاه، إذا احتسبنا أو أضفنا إليهم مَن يُسمّون بـ “المُؤثّرين” الذين يخدمون أجندة النّظام المغربي، سواء داخل بلاد مراكش أو خارجها.

وانطلقت هذه المنافسة الرّياضية القارّية في الـ 13 من جانفي الماضي، وتستمرّ إلى غاية الـ 11 من فيفري الحالي.

وكلّف “المخزن” أحد بيادقه، يُطلق عليه اسم “إدريس شحتان”، تمّ تقليم مخالبه وتدجينه سابقا، لِقضية المقام غير مُخصّص للخوض فيها، وأسند إليه مهمّة رئاسة الوفد. عِلما أن وسائل الإعلام (سمعي-بصري، وإذاعي، ومكتوب، وإلكتروني) في بلاد مراكش تُدير دفّتها عن بعد ثلاث شخصيات تابعة للنّظام المغربي، يوجد بينهم هذا البيدق.

وبرمج النّظام المغربي هذه البعثة لِتنفيذ مهمّة رئيسة، تتمثّل في الإساءة إلى الجزائر، و”فبركة” فيديوهات، أو إطلاق صفحات في مواقع التواصل الاجتماعي لِتسويد صورة “مكّة الثّوار”، وتأليب الأفارقة ضد الجزائريين.

ولاحظ الجزائريون كيف حاول موفدو “المخزن” النّيل من التقني عادل عمروش مدرب منتخب تنزانيا، في مؤتمر صحفي خلال هذه البطولة الإفريقية. وأيضا إطلاق فيديوهات وصفحات في مواقع التواصل مُسيئة، لِإشعال نار الفتنة بين مُستضيفي “الكان” والجمهور الجزائري. وما خفي أعظم.

نزهة في البرّية!

والمُضحك المُبكي أن النّظام المغربي جهّز بعثته بِزيّ مُوحّد، مُمثّل في بذلة رياضية، أظهرت أصحابها في هيئة تُشبه أتباع الطريقة المرّوكية الكركرية! وقد اصطفّوا في طوابير داخل المطار، في مشهد ساخر يُذكّر بِأفلام “والت ديزني”، أو أفلام التلفزيونات العمومية التي تُبثّ سهرة اليوم الأخير من السّنة الميلادية!

ولا يُذاع سرٌّ فحواه أنه في المؤسّسات الغربية التي تمتلك تقاليد عريقة في الشأن الصّحفي، تُصنّف التغطية الإعلامية داخل الوطن أو خارجه جزءًا من العمل، لا أكثر ولا أقلّ.

وفي الصّحافة الغربية، حيث بلغت وسائل الإعلام درجة “مؤسّسة” مُشبّعة بِالاحترافية، يتمّ التحضير للتظاهرات (سياسية، ثقافية، رياضية…) قبل نحو ستّة أشهر من انطلاقها. وتظهر تجلّياته في عقد لقاء داخل المقرّ، ويتطرّق الحضور إلى (إدارة وصحافيون) إلى الغلاف المالي المُخصّص للتغطية، وضبط أسماء الفريق الإعلامي الموفد، ووسيلة النّقل الجوي، وفندق الإقامة، ونوعية العمل المطلوب في هذه التظاهرة، و…

أمّا في المغرب، فالتغطية الإعلامية تُدرج في خانة الامتيازات والأوطار التي يحلم بِنيلها المُنتسب إلى مهنة المتاعب! تفوح منها الرّوائح النّتنة لِشراء الذّمم، وضرب الصّحفيين بِبعضهم البعض، وأمور أخرى.

وإذا كان الرّجلُ الغربيُّ الأبيضُ يُخصّص جزءا من راتبه للتفسّح، والسّفر مع أسرته الصّغيرة، عند نهاية الأسبوع أو في العطلة السّنوية. فإن الصّحفي “الغلبان” في بلاد مراكش لا يُمكنه مُمارسة هذا التّرف، وإذا حدث وسافر، فقد فعل ذلك بِإكرامية من السّلطان، أو بِحلوى دسّها في جيبه مسؤول سياسي “مخزني” تربطهما معا صلة نفع مُتبادل، أو شركة تفنّن في إسماع مسؤوليها أعذب ألحان “ضرب الدّف”!

ولِأن الوضعية الاجتماعية مُزرية جدّا في المغرب، والسّفر ترفه لا يقدر عليه الصّحفي هناك. فقد عزف “المخزن” على هذا الوتر الحسّاس، وهي السنّارة ذاتها التي يصطاد به أهل “الشطيح والرديح”، بِإشباع نهمهم بـ “التحواس” والولائم، أو الدفء والطّعام الوفير. ومَن لا مبدأ له يُسْهَل تطويعه (المروءة وخوارمها). حتّى يتمّ تعبئتم وبرمجتهم ضدّ كلّ ما يمتّ بِصلة للجزائر.

ولا نُطيل عليكم، ونُحيلكم إلى ما يقوله المغربيون مَن يُغرّدون خارج سرب ذباب “المخزن”، وبعيدا عن لغو وهذيان القطط السّمينة للمطاعم التي “تشمشم” داخل أروقة قصر “أمير المؤمنين” (المنشورات المُدرجة أدناه).

علي بهلولي

الشروق

About Author

عن ahmed

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: