موازاة مع ضرورة التسريع في إيجاد خليفة للمدرب جمال بلماضي، الذي انتهت مدة صلاحيته مع الخضر، بعد ثلاثية الإخفاق المتتالية التي ميزت آخر مرحلة من عهدته، على أمل أن يكون الخيار صائبا، هناك إشكالية كبيرة لأجل تعويض عدد كبير من اللاعبين، لا يمكن لأي مدرب يضع مشروعا لمونديال 2026 أن يعتمد عليهم، بعد أن تقدموا في السن الآن، فما بالك بعد ستنتين ونصف في موعد المونديال، ومنهم على سبيل المثال بلايلي وبونجاح وسليماني ومبولحي وربما ماندي ورياض محرز.
ولأن الدوري الجزائري مازال عقيما ولا يمكن التعويل عليه، وما تم اقتراحه في الفترة الأخيرة من لاعبين غير كاف وربما غيرمقنع، في صورة حسام عوار وأمين غويري والبقية، فإن سياسة وليد صادي هي السير على نهج محمد روراوة وهي ضم خيرة اللاعبين الذين يتألقون في أوربا من أصحاب الأعمار الشابة، كما فعل روراوة مع وناس وفيغولي وبن ناصر وبن طالب وغيرهم من الذين لعبوا للخضر، وهم دون العشرين.
هناك أربعة أسماء قوية، يمكن ضمها لكتيبة المدرب المستقبلي للخضر، كلهم دون الـ 23 سنة، وهم مغناس أكليوش لاعب موناكو، وأوليس نجم كريستال بالاس وريان شرقي لاعب ليون وعدلي لاعب الميلان، ولهم في هذا الموسم كمّ من اللعب، مع أنديتهم وتألق واضح أيضا، وهم في حاجة لمن يحدثهم عن مشروع قصير المدى مع الخضر يشاركوا فيه في مونديال القارة الأمريكية، ليعلنوا عن انضمامهم ضمن التجديد المجدي مع مدرب كبير، يقودهم لمزيد من التألق، كما حدث في زمن خاليلوزيتش وخاصة مع كريستيان غوركوف المدرب الذي لعب معه الخضر أحسن كرة قدم، ربما في تاريخ الكرة الجزائرية.
في موناكو يخطف الصغير مغناس أكليوش صاحب الـ 21 سنة الأنظار، وفي المقابلة الأخيرة أمام مارسيليا سجل هدفا وانتزع التعادل من قلب مارسيليا، وله خلال الموسم الحالي أربعة أهداف، كما لعب قرابة 700 دقيقة، وكل التقارير الفرنسية وضعته ضمن مواهب الموسم الكروي الحالي، أما ياسين عدلي صاحب الـ 23 سنة، فموسمه الحالي أحسن من سابقيه مع الكبير ميلان، حيث لعب أيضا قرابة 700 دقيقة سجل هدفا وهو لاعب ينتظر مدربا ومجموعة من لاعبي الوسط من يساعدوه على التألق، وتواجده مع الخضر ضروري، لإنعاش خط وسط كان الحلقة الأضعف في تشكيلة الخضر في كوت ديفوار، ويبقى الموهبة الأكيد هو ريان شرقي الذي مازال في سنّه العشرين وهونجم يبحث عن نفسه مع ليون، وعلى الخضر منحه ضوء الأمل، وبالتأكيد فإن الخبر المنتظر هو ضم جوهرة نادي كريستال بالاس الأسمر أوليس الذي فجرفي المباراة الأخيرة من الدوري الإنجليزي مواهبه بتسجيله هدف الفوز وتقديم تمريرتين حاسمتين وهو الخليفة الأمثل للزمن الذهبي لرياض محرز، وما قدمه في اللقاء الأخير أمام شيفيليد وينزدي، الذي شارك فيه لعروسي 8 دقائق، يوحي بأن صاحب الـ 22 سنة صار نجم كريستال بالاس الأول، ومطلب العديد من كبار أندية أنجلترا، حيث يمتلك حاليا 6 أهداف وما يماثلها من التمريرات الحاسمة، في أقوى دوري في العالم.
الشروق