جرّدت الفاف رابطة الهواة من مسؤولية تسيير قضية الديون المقيدة على النوادي، بقرارات صادرة عن الغرفة الفيدرالية لفض النزاعات، وجددت في مراسلة رسمية وجهتها أمس، إلى الرابطة الوصية تحديد الصلاحيات بخصوص هذا الملف، لتصبح رابطة الهواة ملزمة بربط تسليم الإجازات بضرورة حصول الفريق على شهادة تبرئة الذمة «المالية» من الغرفة.
هذا ما كشف عنه للنصر مصدر من المكتب الفيدرالي، والذي أوضح في سياق متصل بأن تعليمة الفاف، جاءت كرد فعل على «المناورات» التي بادر بعض رؤساء النوادي، إلى القيام بها قبل أسبوع من موعد انطلاق المنافسة الرسمية، والتي ذهبوا من خلالها إلى التهديد بمقاطعة البطولة، ومطالبة الفاف بتعليق قرار «العقوبة» الإدارية المسلطة على الفرق المعنية، جراء عدم قدرتها على تسديد مستحقات لاعبيها في مواسم فارطة، لما كانت تنشط في الرابطة المحترفة، لأن زطشي ألح على ضرورة التطبيق الصارم للقوانين المعمول بها، و»تجاهل» التهديدات التي أطلقها بعض رؤساء النوادي.
وحسب نفس المصدر، فإن تعليمة الفاف وضحت الرؤية أكثر، بخصوص كيفية التعامل مع قضية الديون المتراكمة على النوادي، التي انخرطت بصفة الاحتراف، وذلك بإلزام الرابطة بعدم تسليم الإجازات للفرق المعنية، إلى غاية التأكد من تسوية وضعية النادي تجاه الغرفة الفيدرالية لفض المنازعات، وهذا باشتراط الحصول على وثيقة رسمية من الغرفة المعنية، تثبت الحسم في هذه الإشكالية، على أن يتم تسليم الإجازات بمجرد تقديم شهادة تبرئة الذمة «المالية»، لأن الملف يبقى من صلاحيات غرفة المنازعات، على اعتبار أن النوادي مجبرة على إيداع ملفات التسوية لدى الغرفة المختصة، وعلى ضوء الوثائق المقدمة يتكفل طاقم الغرفة برئاسة يوسف حمودة بالدراسة، قبل تسليم الشهادة التي تسمح باستخراج الإجازات، وهذا في حال إثبات تسوية الوضعية مع جميع الدائنين، سواء بتسديد المستحقات العالقة عن آخرها، أو تقديم وثائق تثبت التوصل إلى إتفاق حل «وسط»، بشأن كيفية تسوية وضعية الدائن، مادامت القوانين المعمول بها تشترط الاتفاق الكتابي، الذي يتضمن إما التنازل عن أي شطر من المستحقات، أو حتى رزنامة تسديد القيمة المالية على حصص.
وخلص مصدر النصر، إلى التأكيد على أن رئيس رابطة الهواة علي مالك، كان قد أشعر أعضاء المكتب الفيدرالي بالتهديدات التي أطلقها بعض رؤساء الفرق، والقاضية بتلويحهم بمقاطعة البطولة بسبب إشكالية الديون المسجلة لدى غرفة المنازعات، وانعكاساتها على تأهيل المستقدمين الجدد، لكن التعليمة التي وجهتها الأمانة العامة للفاف، كانت كافية لوضع النقاط على الحروف، من خلال الرمي بالكرة في مرمى الغرفة، وإبقاء دور الرابطة في المتابعة الإدارية للملفات، لأن هذا الإجراء يخص 18 فريقا من الرابطة الثانية، وشبيبة بجاية تعد أول ناد نجح في احتواء أزمته مع غرفة المنازعات، بينما تبقى 6 أندية من مجموعة الشرق، في سباق مع الزمن بحثا عن مخرج يخلصها من «القيود» التي فرضتها الغرفة، ويتعلق الأمر بكل من اتحاد عنابة، مولودية العلمة ودفاع تاجنانت، وهو الثلاثي الذي كان ينشط الموسم الماضي في بطولة الرابطة المحترفة الثانية، إضافة إلى ثلاثة أندية أخرى اقتطعت تذاكر الصعود، في صورة مولودية قسنطينة، شباب ومولودية باتنة، ولو أن ديون «البوبية» لا تتجاوز عتبة 180 مليون سنتيم، والتعليمة التي أصدرتها الفاف واضحة، وتلغي العمل بنظام العتبة الذي كان ساري المفعول في آخر موسمين، حيث أصبحت تسوية الوضعية عن آخرها شرط أساسي للحصول على شهادة «التبرئة».
ص / فرطــاس
النصر