يبدو أن النجم الجزائري، يوسف بلايلي، لم يستخلص العبر من تجاربه الماضية، حيث أصبح حديث العام والخاص، ليس بمساهماته التهديفية، ومشواره مع مولودية الجزائر هذا الموسم، بل بسبب المسلسل الذي طال حول قضية رحيله أو بقائه في العميد، والخبايا التي شكلت الأسباب الحقيقية في رحيله عن الفريق، ورفضه التدرب والتنقل مع الفريق إلى مدينة رين الفرنسية، تحسبا للموسم المقبل.
ورغم أن يوسف بلايلي أرسل شهادة طبية تؤكد مرضه، الذي جعله يغيب عن السفرية، إلا أن التصرفات التي قام بها، وغيابه عن الحصص التي سبقت التنقل إلى فرنسا، جعلت إدارة مولودية الجزائر تمتعض من خرجات بلايلي، وحتى الأنصار طالبوا برحيله عن الفريق، مؤكدين في الوقت ذاته أن اللاعب لم يرد جميل المحيط الذي وقف معه طيلة الموسم في المولودية، وحارب كل من أراد المساس به غير أنه رد عكس ذلك، رغم التصريحات التي أدلى بها للزملاء في قناة “الهداف”، عن رغبته في البقاء، من أجل “الشناوة” وتحقيق المزيد من الألقاب، غير أن الواقع أثبت غير ذلك.
وكشف مصدر مقرب من إدارة مولودية الجزائر، أن هذه الأخيرة اتفقت بشكل رسمي مع نادي الترجي التونسي من أجل تحويل اللاعب، وهو ما يؤكد رغبة الإدارة في عدم الاحتفاظ به، خاصة بعد تأكيد المصدر على إصرار إدارة العميد استلام قيمة التحويل ماليا، رافضة بذلك كل أشكال المقايضة، بعدما دار الحديث عن اقتراح المقايضة بين بلايلي والمهاجم بن عياد القادم من الرجاء البيضاوي، بالإضافة إلى مبلغ مالي، وهو ما رفضته إدارة الفريق، حيث كشفت وسائل إعلام تونسية أن قيمة العقد وصلت إلى 1 مليون أورو، وسيلتحق خلال الساعات المقبلة إلى العاصمة التونسية من أجل إمضاء عقده في الفريق التونسي.
ورغم أن بلايلي كان يلقى دفاعا خاصا من محبيه في كل تجاربه السابقة، إلا أن ما قام به في مولودية الجزائر، جعل الجميع يضع اللوم على اللاعب، الذي وجد في العميد، كل الظروف التي يتمناها أي لاعب في مسيرته، من محبة الجماهير، وحدة الدفاع الذي كان يلقاه من طرف محبيه، بالإضافة إلى راحته التي لم يلقها سابقا في أي فريق، ويؤكد للمرة الألف أن اللاعب يواصل تسيير مسيرته الكروية بطريقة خاطئة، وضيع على نفسه مشوارا كان قادرا أن يكون الأفضل بالنظر لما يملكه من إمكانيات كبيرة وضعته ضمن أفضل موهبة جزائرية في العقد الأخير، وخير دليل ما قام به في كأس أمم إفريقيا 2019 رفقة المنتخب الوطني الجزائري، ونادي الترجي التونسي سابقا.
ورغم أن اللاعب مازال يرغب في حمل قميص المنتخب الوطني الجزائري، إلا أن مصدرا مقربا من الطاقم الفني للخضر كشف عن سقوط اسمه من حسابات الناخب الوطني، فلاديمير بيتكوفيتش، بالنظر للمشاكل التي تسبب فيها مع الحكام هذا الموسم، وتواجده في الصورة السلبية لكرة القدم الجزائرية كل أسبوع، وهو الأمر الذي وجب على يوسف بلايلي مراجعته في مستقبلا، إذا أراد حمل القميص الوطني مجددا، خاصة وأن كأس أمم إفريقيا على الأبواب، والجميع لا ينكر الذي يمكن أن يقدم بلايلي مع المنتخب الوطني، إذا تواجد في قمة إمكانياته البدنية والذهنية، وخير دليل ما قدمه في الدورة السابقة، حين كان أفضل عنصر في المنتخب، خلال نهائيات “كان” كوت ديفوار 2024.
وما أكد مغادرة يوسف بلايلي لبطل الموسم، هو إمضاء شقيقه فارس بلايلي في نادي مستقبل بني سليمان التونسي، ما جعل الأمور تتضح حول مستقبله، إلى غاية التأكيد من جانب رئيس مجلس إدارة مولودية الجزائر محمد حكيم حاج رجم أو رئيس الترجي التونسي المدب، رغم تأكيد وليد قرفالة الناطق الرسمي للنادي التونسي، عن تواجد ملف بلايلي على طاولة النادي ورغبة الترجي في استعادة نجمه السابق خلال الميركاتو الصيفي الحالي.
ومن المنتظر أن ترسم إدارة مولودية الجزائر بيع عقد اللاعب بلايلي، إلى الترجي التونسي الذي يعتبر الفريق الوحيد الذي يريد بلايلي في صفوفه الموسم المقبل، بعد انسحاب الفريق الإماراتي الذي كان مهتما به، بسبب ما حدث له وتخوفهم من تكرار نفس التجربة في البطولة الإماراتية.