الرئيسية 8 الكرة الجزائرية 8 اقوال الصحافة 8 “الفاف” تُلمّح إلى هذا القرار وبعيدا عن غاساما.. بلماضي يتحمل مسؤولية

“الفاف” تُلمّح إلى هذا القرار وبعيدا عن غاساما.. بلماضي يتحمل مسؤولية

ترك الاتحاد الجزائري لكرة القدم سهرة الثلاثاء بعض “الآثار”، بِخصوص مستقبل العارضة الفنية للمنتخب الوطني.

ووصفت “الفاف” خروج المنتخب الوطني من سباق كأس العالم 2022، بـ “حلم تبخّر في عشرة ثوانٍ”، و”سهرة قاسية”. في إشارة إلى هدف المنافس الكاميروني ومباراة العودة تلفظ أنفاسها الأخيرة.

غير أن هيئة الرئيس شرف الدين عمارة ثمّنت حقبة الناخب الوطني الجزائري جمال بلماضي، منذ أن استهلّ مهامه في صيف 2018. وقالت إن الرّجل كان يستحقّ نهاية سعيدة، مرادفة لِبلوغ المونديال القطري. ما يوحي أن اتحاد الكرة يرغب في تمديد عقد بلماضي، الذي تنقضي مدّته في ديسمبر المقبل.

بقي الآن أمام المكتب الفيدرالي لـ “الفاف” دراسة حصيلة المنتخب الوطني في تصفيات كأس العالم، واتّخاذ القرار المناسب بِصفة رسمية. والخاص بِتجديد الثقة في بلماضي، أو جلب إطار فني آخر. عِلما أن “محاربي الصّحراء” لن يرتاحوا كثيرا، ذلك أن تصفيات كأس أمم إفريقيا 2023، تنطلق بعد شهرَين من الآن فقط.

ووجب التذكير بِأن الهيئة الكروية لِدالي إبراهيم، حتى في ظلّ وجود رئيس كبير ومحنّك من فصيلة محمد روراوة، وبحبوبة مالية “تاريخية”. كانت تجد صعوبات جمّة في انتداب مدرب كبير (نماذج غوركوف وراييفاتس وليكنس…). فكيف هو الحال مع مَن هو أقلّ منه كفاءة وخبرة في هذا المجال، إذا أقدمت “الفاف” على تنحية جمال بلماضي؟ وهل يستطيع عمارة وفرقته الإدارية انتداب مدرب يحوز الكفاءة والصرّامة المثاليتَين، قبل جوان المقبل؟

 

بعيدا عن غاساما.. بلماضي يتحمل مسؤولية الإقصاء ومستقبله على المحك!

 

رغم أن حكم المباراة بكاري غاساما، يتحمل جزءا من الهزيمة أمام الكاميرون، وحرمان المنتخب الوطني من بلوغ نهائيات كأس العالم قطر 2022، بعد حرمانه “المحاربين” من هدف شرعي واحتسابه هدفا مشكوكا في أمره للمنافس، إلا أن هذا لا يبرر فشل المدرب جمال بلماضي، في قراءة المباراة جيدا، خاصة في أطوارها وفيما يتعلق بالتغييرات التي جاءت متأخرة كثيرا، كما لا يحجب وجود العديد من النقائص في التشكيلة الوطنية.

ويتحمل بلماضي المسؤولية فنيا في فشل المنتخب الوطني ببلوغ “المونديال” العربي، بسبب “فلسفته” الزائدة نسبيا، باعتماده على لاعب نيس الفرنسي يوسف عطال كظهير أيسر بدلا من أحمد توبة، الذي برهن على قدراته بعد دخوله في الشوط الإضافي بتوزيعاته الرائعة وهدف الجميل في الدقائق الأخيرة، ورد بذلك على المدرب مؤكدا بأنه لاعب “مظلوم” وكان يستحق اللعب في التشكيلة الأساسية، كما واصل تعنته بالاعتماد على “الشبح” راميز زروقي، صحيح أن الأخير خريج مدرسة أجاكس أمستردام الهولندي يملك قدرات لا بأس بها، إلا أنه وفي المواجهات الكبيرة و”الساخنة” لم يثبت وجوده لحد الآن مع المنتخب الوطني وغالبا ما يكون خارج الإطار، فضلا عن ذلك فقد قام بلماضي مجددا بإفراغ وسط الميدان بالاعتماد على الثنائي زروقي وبن ناصر فقط، في غياب فغولي المصاب.

تغييرات متأخرة و”الخضر” لم يستوعبوا درس “الخيول”

وبعيدا عن الخطة وخيارات التشكيلة الأساسية، فإن تغييرات المدرب بلماضي جاءت متأخرة فأول تغيير كان في الدقيقة الـ76 حين خرج زروقي ودخل مكانه سفيان بن دبكة، قبل أن يستبدل في الأشواط الإضافية يوسف عطال (أحمد توبة) ثم يوسف بلايلي (رشيد غزال)، رغم أن اللاعبين الثلاثة كان من الممكن استبدالهم قبل ذلك التوقيت فزروقي لم يكن في مستواه وبلايلي كان يمشي فوق أرضية الميدان من الشوط الثاني وعطال رغم عدم ارتكابه لأخطاء كثيرة، إلا أن عدم إجادته اللعب جيدا بالقدم اليسرى حرمه من تقديم توزيعات في المستوى والمساهمة بشكل فعال في الخط الأمامي، دون نسيان القائد رياض محرز الذي كانت لمسته غائبة في هذا اللقاء، فمحرز “الجزائر” ليس هو نفسه تماما محرز “السيتي” وهذا واقع يعيشه اللاعب حاليا، رغم أنه قدم الكثير للمنتخب الوطني في وقت سابق خاصة في نهائيات كأس إفريقيا 2019.

بلايلي يمشي.. زروقي “الشبح”.. محرز خارج الإطار وعطال في غير منصبه

ويمكن القول إن المنتخب الوطني لم يستوعب درس مباراة بوركينافاسو، في دور المجموعات من ذات التصفيات، والتي انتهت بالتعادل الإيجابي (2/2)، وقتها لم يتمكن “الخضر” من الحفاظ على تقدمهم في مناسبتين، وسجلت عليهم أهداف من كرات ثابتة وهوائية على غرار الهدف الثاني القاتل الذي سجله المنتخب الكاميروني، حيث لم يستطع رفقاء الحارس رايس وهاب مبولحي، بعد هدف أحمد توبة التركيز والحفاظ على المكسب رغم أن المباراة كانت في لحظاتها الأخيرة، حتى المدرب جمال بلماضي كان قادرا على إشراك مدافع أو لاعب خط وسط على غرار عدلان قديورة، بدلا من بلفضيل بعد خروج إسلام سليماني الذي سقط لتضييع الوقت.

وبات مستقبل بلماضي على المحك، مع المنتخب الوطني بعد فشله في التأهل إلى كأس العالم قطر 2022، حيث من المقرر أن يجلس إلى طاولة المفاوضات في الأيام القليلة القادمة، مع مسؤولي الاتحاد الجزائري لكرة القدم (الفاف)، للحديث عن مستقبله وحسم موقفه بالبقاء مع “الخضر” أو الرحيل، مع العلم أن عقد المدرب بلماضي مع “الفاف” ينتهي في ديسمبر المقبل، أي بعد “المونديال”.

وتفاعلت الجماهير الجزائرية مع الصور المتداولة بعد نهاية المواجهة، وسقوط بلماضي فوق أرضية الميدان وإجهاشه بالبكاء، حيث طالبته بضرورة النهوض ومواصلة عمله مع “الخضر” رافضة رحيله من على رأس العارضة الفنية لـ”الخضر” في وقت أن القرار الأخير سيكون في يد مسؤولي الفاف وبلماضي نفسه.

الشروق

About Author

عن ahmed

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: