كشف الجزائري عبد الحق بن شيخة، مدرب الدفاع الجديدي، أسرار عودته لناديه وتعلقه بالمغرب.
وذك خلال حوار خاص مع كورة تحدث فيه بن شيخة أيضا عن حظوظ أسود الأطلس ومحاربي الصحراء، في التأهل لمونديال 2022.
وجاء نص الحوار كالتالي:
– ما سر بقائك الطويل في الدوري المغربي؟
محبة المغاربة لشخصي المتواضع، وما يغمرونني به من حب وتقدير، يشعرني بالخجل في واقع الأمر، وزاد من تعلقي بهذا البلد الرائع.
أشعر بالراحة والسكينة هنا، بعيدا عن المغريات المالية.. وعبركم أتمنى صادقا أن تعود سريعا الأجواء الصافية، وتزول سحابة الخلافات، لأني أقدم شهادة من عاش هنا ونشأ بالجزائر.. والمغرب والجزائر شعب واحد لديه قواسم مشتركة عديدة.
– وماذا بشأن عودتك للجديدي؟
أشعر أنني ارتبطت وجدانيا بهذا النادي.. فلا يمكن أن أنسى تتويجي الأول والتاريخي برفقته، في بداياتي بالمغرب، بلقب كأس العرش، ثم تكريمي من السلطات وجماهير وفعاليات النادي.
لذلك كان دينا ثقيلا على كتفي، أن أعود له بعد كل تلك التجارب الأخرى بالدوري المغربي، ولم أفكر مرتين عندما عرض علي السيد المقتريض العودة، لأني شعرت أنني أعود لبيتي وعائلتي.
– ما هو سقف طموحاتكم هذا الموسم؟
أنا معروف بكوني صريحا، ولا أزايد بالوعود.. هدفنا ضمان البقاء سريعا وبشكل رسمي، ثم التفكير في الخطوة التالية، مثل المشاركة القارية.
قد يقول قائل إننا في المركز الثالث، وأنا أرد بأن هناك تجارب سابقة مؤلمة لفرق مثل التطواني، في الموسم المنصرم، فقد كان في مثل وضعنا، وبعدها انهار وهبط للدوري الثاني.
– قدمت استقالتك وبكيت على الهواء ثم عدلت عنها، لماذا؟
صحيح، وقد كان ذلك بسبب الشعور بنوع من الحزن، عندما أدارت النتائج ظهرها لنا.
طلبت الرحيل كي لا أحرج رئيس النادي، وعلى المباشر كي أتركه في حل من أي التزام أو تعويض مالي، ولأني شعرت باليأس، وأن هدفي من العودة لم يتحقق.
لكن بعد ما أظهره مجلس الإدارة من تشبثه بي، وكذلك اللاعبون الذين تعاهدوا معي على القتال، انتفضنا وتحسنت النتائج.
– تتأثر بالنتائج حين لا تطاوعك؟
هذا دليل على الشغف والإخلاص للمهنة وحب الفريق.. لست من النوع الذي يغش أو يقبل بالهزيمة، هذا هو شعاري في الحياة ككل.
وبطبيعة الحال أسدد الفاتورة من وقتي وصحتي، والتعب الذي ينال مني أحيانا.. لذلك حاولت مع التقدم في السن والخبرة، التخلص أو تقليص حجم هذه المشاعر السلبية، لكني عجزت، والسبب هو ما قلته لك: الإخلاص للمهنة ولألوان النادي.
– كيف تنظر في أعقاب نتائج الكان لحظوظ المغرب والجزائر في تصفيات المونديال؟
مسار المنتخبين في الكان كان مخيبا، ولو باختلاف الوضع بطبيعة الحال، حيث تقدم المغرب إلى ربع النهائي، بخلاف الجزائر التي غادرت من دور المجموعات.
وقياسا بما يحتكم عليه المنتخبان من مواهب ونجوم، أتمنى صادقا تأهلهما سويا لمونديال قطر بمشيئة الله تعالى.. المهمة لن تكون سهلة، وستتطلب جهدا كبيرا، لكنها ممكنة وليست مستحيلة، ولا بديل عن الصعود لكأس العالم.