حدثت قبل مباراة اليوم، وأثناءها وبعدها، أشياء لم ينتبه لها أحد تقريبا، وهي أشياء نفسية دفعت بلاعبي منتخب سيراليون بوضع كل ما لديهم من إمكانيات أمام الجزائر.
أولا، منتخب سيراليون لم يشارك منذ كأس إفريقيا 1996، أي منذ 26 سنة، حيث ان فرحة التأهل لكأس إفريقيا بالنسبة له، تعادل فرحة التأهل لكأس العالم بالنسبة للجزائريين.
ثانيا، قبل أيام من توجه بعثة منتخب سيراليون إلى الكاميرون، قام أقرباء اللاعبين بالتوسل إليهم من أجل تحقيق نتيجة أمام الجزائر، حيث وصل الأمر لزوجة قائد الفريق أنها ودعته باكية وقبلت قدمه لكي ينجح في التسجيل أمام الجزائر.
أثناء عزف النشيد السيراليوني، كان اللاعبون يبكون، فأغلبية اللاعبين لم يشاهدوا أبدا فريقهم يلعب في كأس إفريقيا، لكنهم لأول مرة في ملاعب الكان، ويمثلون بلدهم، لقد أعطاهم هذا دافع معنوي كبير جدا.
بعد المباراة تم تسليم جائزة رجل المباراة لحارس مرمى السيراليون، وهو ما استقبله ببكاء شديد، وتأثر كبير.
بالنسبة لكل جزائري اليوم كان يعتقد أن منتخب السيراليون منتخب عادي وسنفوز بخماسية على الأقل، لكن لاعبي السيراليون لعبوا مباراة حياة أو موت، بالنسبة لهم هو أمر جلل أن تلعب أمام الجزائر، لقد بقيوا يحضرون لهذه المباراة منذ أيام، كل ما كان يدور ببالهم هذه الأيام هو منتخب الجزائر، لقد أخرجوا اليوم الطاقة الكامنة الموجودة داخل كل فرد منهم، لهذا من الصعب جدا أن تفوز عليهم.
الجزائر حينما لعبت مع ألمانيا سنة 1982، كان الأمر بالنسبة للألمان مجرد مباراة، لكن بالنسبة للجزائر كفريق وكشعب، كان الأمر حدثا عظيما، حيث أن الإحتفالات عمت جميع أرجاء البلاد بعد الفوز، لكن لو فازت ألمانيا لن يحتفل أحد هناك.
مع الأخذ بعين الإعتبار الأجواء المناخية، والأرضية السيئة في مباراة اليوم، لكن حتى لو لعبت البرازيل اليوم أمام سيراليون، من الصعب جدا أن تفوز على فريق قام بشحن معنوياته لأعلى مستوى.