موجة من الغضب اعترت نجم مانشستر يونايتد كريستيانو رونالدو لعدم حصوله على الكرة الذهبية في 2021، وتسبب ذلك الأمر في خروجه عن النص وموافقته على منشور كُتب فيه أن ليونيل ميسي قد “سرق” الجائزة ولا يستحقها.
شخصية رونالدو لا تقبل الهزيمة، هذه حقيقة دائمًا، لكن الأزمة الكبرى في طريقة تعامله عن الضغوطات أو الانتقادات، والأمر ليس فقط في الآونة الأخيرة وهو بالسادسة والثلاثين وينبغي أن لديه النضج المناسب، بل يرجع إلى فترات طويلة منذ بداية مسيرته الكروية.
لطالما كان الدون البرتغالي منتقدًا لكل ما لا يعجبه مختالًا وفخورًا بنفسه بصورة كبيرة جدًا، يمنح الأهمية لما يحققه فقط، مما اعتبره البعض في الكثير من الأحيان “مواقف طفولية” للغاية.
بالطبع الطريقة التي انتقد بها حصول ميسي على الكرة الذهبية لم تكن الأفضل وتسببت في خروج والد البرغوث ساخطًا ومطالبًا لرونالدو بمواصلة الهراء الذي يقوله.
في هذا التقرير، نطير بكم إلى رحلة من مواقف أقل ما توصف بالطفولية لرونالدو خلال مسيرته الطويلة في عالم الساحرة المستديرة..
رسالة إلى كاسانو
نجم كرة القدم الإيطالية، أنطونيو كاسانو، كان من أشد منتقدي رونالدو أثناء فترته في يوفنتوس، لكن الطريقة التي تعامل بها الدون مع الأمر غريبة جدًا.
بحسب ما أكده كاسانو، فإن رونالدو تحصل على رقم هاتفه من جيانلويجي بوفون، ثم أرسل له رسالة طويلة يهاجمه بها ويطالبه باحترام تاريخه الطويل ونجاحاته التي لا تعد ولا تحصى.
موقف غريب للغاية، فمن المفترض ألا يتعامل رونالدو هكذا مع كل منتقد، خصوصًا وأن الفارق بينه وبين كاسانو على صعيد المسيرة الكروية، كبير جدًا.
لو الجميع مثلي!
عام 2016، كان ريال مدريد ينافس على لقب الدوري الإسباني، لكنه تلقى هزيمة موجعة من الجار أتلتيكو مدريد بهدف نظيف، قلّصت حظوظ كتيبة زين الدين زيدان في اللقب حينها.
رونالدو خرج بتصريح غريب للغاية بعد ذلك لتبرئة نفسه من ذنب التعثر، فقال “لو كان الجميع يلعب مثلي لتصدرنا الدوري الإسباني”.
كما أضاف مهاجمًا الإعلام “يبدو أن الإعلام قرر أن ما أقدمه في الملعب مجرد هراء، لكن الأرقام لا تكذب أبدًا والاحصائيات واضحة للجميع”.
لم يتوقف رونالدو عن الهجوم على زملائه حتى، فقال “تكون الأمور صعبة عند غياب أفضل اللاعبين، احترم الجميع لكن لا أريد قول أن كوفاسيتش ولوكاس وخيسي كانوا سيئين اليوم”.
الحقد عليه
في عام 2011، قامت جماهير دينامو زغرب بإطلاق صافرات الاستهجان على رونالدو مع كل لمسة للكرة، فما كان منه أن خرج بتصريح يحمل الكثير من الغطرسة ردًا على ذلك، وربما لا يليق بنجم بقيمته الكبرى.
الدون قال “أعتقد أن الناس يحسدونني لأنني ثري ووسيم ولاعب عظيم، ليس لديّ أي تفسير آخر لما حدث غير ذلك”.
الأنانية
في آخر مواسم جوزيه مورينيو مع ريال مدريد، خرج النادي الملكي بدون بطولات باستثاء السوبر الإسباني، غير أن ذلك لم يهم رونالدو كثيرًا.
بدلًا من الحزن على فشل تحقيق البطولات، احتفل رونالدو بجنون بعدما أحرز هدفًا في شباك خيتافي بآخر الجولات جعله هدافًا للدوري الإسباني.
من فرط الاستفزاز، صديقه المقرب بيبي طالبه بالهدوء، فلم يكن منطقيًا الاحتفال هكذا وريال مدريد يتهاوى والأمور ليست على ما يرام بين المدرب واللاعبين وحتى الجماهير.
شجار مع أربيلوا
في عام 2015، كان رونالدو يحلم بتخطي رقم ميسي التاريخي بإحراز أكثر من 50 هدفًا في بطولة الدوري الإسباني، وكاد أربيلوا أن يحرمه من ذلك، ليستشيط غضب البرتغالي.
في مباراة أمام ألميريا بالدوري الإسباني، أُرسلت عرضية تخطت حارس مرمى الفريق الخصم وباتت أمام رونالدو لإسكانها الشباك، لكن لسوء حظه، وضع أربيلوا قدمه وأسكنها هو بنفسه، وهنا بدأت الحرب.
في تلك اللحظة انفجر رونالدو غضبًا على الظهير الأيمن بصورة كبيرة كانت واضحة في الملعب لحرمانه من هذا الهدف الهام في منافسته مع ليونيل ميسي.
موقفه من الكرة الذهبية
من المحير موقف رونالدو تجاه الكرة الذهبية، فعندما يخسرها تكون غير مهمة، وعندما يظفر بها تكون الأهم بلا منازع.
في عام 2011، قال رونالدو أنه لا يبدل جائزة الحذاء الذهبي بالكرة الذهبية أيضًا، معتبرًا أن الأولى تعتمد على الأرقام لذلك فهي أهم وأفضل من الثانية التي تعتمد على التصويت.
كرر الدون الأمر نفسه في عام 2015، ولكن ما لبث عام 2017 وأن نفاه جملة وتفصيلًا بالقول “الكرة الذهبية هي الأهم على الإطلاق” وبالطبع وقتها كان هو من يحمل هذه الجائزة!
كوكاكولا!
هل هو هوس رونالدو بأن يكون مثالًا أم فعل ذلك بصدق؟ لا أحد لديه الإجابة، لكن رونالدو نجح في جذب الانتباه إليه بيورو 2020 الماضية على طريقته الخاصة.
رونالدو في أحد المؤتمرات الصحفية قام بإبعاد زجاجة كوكاكولا من أمامه مشيرًا إلى أنها غير صحية، وهو موقف كان غريبًا بعض الشيء.
ربما كان بمقدور الدولي البرتغالي فعل ذلك بعيدًا عن مؤتمر ترعاه شركة المياه الغازية الشهيرة، أو يجد طريقة أخرى للتعبير بدلًا من إثارة الجدل هكذا لكسب أعين الكاميرات.
الكرة الذهبية 2021
آخر المواقف الغريبة “الطفولية” لرونالدو تعود إلى عام 2021.
منشور طويل كتبه أحد الناقمين على فوز ميسي بالكرة الذهبية، وأتى فيه “الحصول على جائزة بلا أحقية سعادة كاذبة لا تدعو للفخر، وبعيدًا عن تلك الجوائز سيبقى كريستيانو رونالدو الأفضل في التاريخ”.
ليرد كريستيانو رونالدو بتعليق: “هذه حقيقة”، في إشارة إلى تأييده لكل ما جاء في المنشور، وهو الأمر الذي أثار جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية.